يتم تقدير أعمار الحفريات المكتشفة باستخدام قياس نسبة
الكربون المشع فيها , وقد أثار تأريخ الكربون المشع ضجة كبرى منذ استخدامه لأول
مرة الكيميائى ويلارد ليبى عام 1949 بعد أن أعطى تحديدا دقيقا إلى حد بعيد لعمر
المواد العضوية كالعظام والشعر والنباتات والمنسوجات الطبيعية والاخشاب,والكربون
المشع هو نظير مشع للكربون, يسمى الكربون 14 ,وينتج عندما تقصف الاشعة الكونية
الغلاف الجوى للارض بكثافة كما يحدث كل يوم,ويسلك الكربون 14 نفس سلوك النظائر غير
المشعة للكربون وهى الكربون 12 والكربون 13 حيث يتحد مع الاكسجين مكونا غاز ثانى
اكسيد الكربون,
وتمتص جميع النباتات الكربون12 ونظيره المشع الكربون 14 أثناء عملية
البناء الضوئى, ولذلك فهى كذلك إلى أنسجة البشر والحيوانات عبر امتصاصها عند تناول
تلك النبتاتات,وتكون النسبة بين الكربون 12 والكربون 14 فى جسم الكائنات الحية
ممثلة لنسبيتهما فى الغلاف الجوى فى ذلك الوقت , وعند موت الكائنات الحية تظل كمية
الكربون12 ثابتة,بينما تبدأ كمية الكربون 12 فى التاكل دون أن يحل محلها جديد كما
يحدث أثناء الكائن الحى , حيث تحلل إلى نيتروجين14 ,تتاكل كمية الكربون 14 فى
المادة العضوية بمعدل فترة عمر النصف تبلغ 5730سنة , ولذلك يمكن على سبيل المثال
قياس الكربون الباقى فى شجرة متحجرة مقابل كميته فى شجرة حية ليعطى ذلك دليلا على
عمر الشجرة المتحجرة أو تأريخها ويتم ذلك عن طريق أخذ عينة من المتحجرات المراد
دراستها ثم ومعالجتها وحرقها لكى تتحول إلى غازولأن ذرات الكربون 14 فإنها تطلق
إلكترونات يتم رصدها وعدها عن طريق كاشف الاشعاع ويعطى ذلك الاسلوب نتائج موثوقة
فى الحفريات التى لا يزيد عمرها عن خمسين ألف سنة من الكربون يمكن قياسها اذا زاد
عمر الحفريات عن ذلك الا أنه يمكن تطبيق مبدأ تأريخ الكربون 14 على العديد من
النظائر ذات فترة نصف عمر أكبر بكثير مثل البوتاسيوم 40 الذى يوجد داخل الجسم
البشرى وتبلغ فترة نصف العمر 1.5 مليار سنة ,وكذلك اليورانيوم 235 ذو فترة عمر
النصف 704 ملايين سنة,واليورانيوم 238 بفترة عمر النصف4 مليارات سنةوالثوريوم232
بفترة عمر النصف14 مليار سنةوالربيديوم 87 بفترة عمر النصف 49 مليار نسة وحديثا يتم استخدام معجل الطيف
الكتلى والذى يقوم بعد الجزيئات فى كتلة ما بعد وضعها فى مجال مغناطيسى ولذلك يمكن
لمعجل الطيف الكتلى تحديد عمر كمية قليلة جدا من المادة العضويةوإن كانت نتائجه
أقل دقة بدلا من الاسلوب التقليدى الذى يتطلب عينة كبيرة نسبيامن المادة المكتشفة
يتم حرقها وتحويلها إلى غاز وهو غالبا ما يرفضه المستكشفون وعلماء الاثار ويشير
الباحثون إلى الدقة العالية للنظائر المشعة فى
تحديد أعمار الحفريات والمكتشفات العضوية لايجب أن تنسينا أن كثرة الانشطة
النووية والاشعاعية والتى زادت بكثرة منذ الحرب العالمية الثانية,ولابد وأن تؤثر
على تلك الدقة فى المستقبل..
لاتنسوا الاعجاب بصفحتنا على الفيس بوك ليصلكم كل جديد و
مفيد
المصدر العربى العمى _العدد الخامس_2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-