اذكرو محاسن موتاكم للشعراوى

ما معنى قولنا اذكروا محاسن موتاكم وما الحكمة فى تأمين الملائكة على هذا الدعاء ؟

يقول الشيخ الشعراوى إن القصد من اذكروا محاسن موتاكم أن السامع لا يرى أن واحدا صنع سوءا حتى لا تكون الأسوة فعندما نذكر المحاسن فقط لشخص مات  فإنه لم يفعل سوى الخير فمن سمع بذلك يتصورالخير فى الأعمال كأسوة ولكن عندما يسمع الإنسان ذكر الموتى بالخير والشر فلا يمنع نفسه إذا وسوست له نفسه  بعمل شرا

معتقدا أن كل الناس تسئ وأنه ليس المسئ الوحيد وعندما لا يسمع إلا حسنا فكأن الاخرين لم يعملوا إلا حسنا فيستقر فى الأذهان أن الحسن هو السائد أما تأمين الملائكة على الدعاء فإن ذلك لا يكون إلا بالخير فالحق يقول هو الذى يصلى عليكم وملائكته إذن فللملائكة عمل هنا معنا وهو الدعاء المقصود به بإيصال الخير لنا ولذلك فعندما يقال أنه لا تشرق شمس يوم إلا ينادى ملكان أحدهما  يقول اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا فأما أن يسأل الملك أن يعطى الله منفقا خلفا فهذا معروف أنه دعاء له ولكن كيف يدعو على من أمسك بالتلف وليس بالمغفرة ونحن نعلم أن الملك لا يدعو إلابالخير ؟عندما نبحث عن الحقيقية نجد أن الملك عندما يدعو للمنفق بالخير فإنه يكون قد دعا له بالخير لأنه أدى خير و الذى لم ينفق ضن بماله واحتفظ به فيطلب الملك أن يأتى فى ماله تلف فيؤجر على المصيبة فيأتيه خير أيضا وتقول إنكم نظرتم إلى أنه دعاء عليه ولكنه دعاء له فهو يدعو الله بأن يجزيه خير بالخير فلايد أن يأخذ الناس الأمور بغايتها وهل غاية الخير الدنيا أم غاية الخير الاخرة؟

المصدر : كتاب الفتاوى 1996م