الأربعاء، 22 يناير 2014

ما الحكمه من إخفاء موعد الموت

ما الحكمه من إخفاء موعد الموت، ولماذا لم يبيّن لنا موعد وفاة كل منّا؟؟

نحن نؤمن بالموت و نعلم انّه حقّ وانّ كلّ نفس ذائقة الموت وان 

كلّ من عليها فان ولا يبقى الا وجه ربنا ذو الجلال والاكرام. 

قال تعالى : (( كل نفس ذائقة الموت (( 

قال تعالى : (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (( 

فتعالوا معاً نتعرف الى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها

الله عزّوجلّ في إخفاء موعد الموت. 

فضيلة الشيخ محمد متولّي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته : 

لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل 



الإنسان يفيق من غرور وجاه الدنيا ويذكره بقدرة 

الله سبحانه وتعالى,فأخفى الله موعد الموت.. لماذا ؟ 

حتى يتوقّعه الإنسان في أية لحظة .. فكلّما اغترّ تذكّر

انّه قد يفارق الدّنيا بعد ساعةٍ أو ساعات فرجع عن 

غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى . 

ولو كان الله قد أعلم كلاً منًا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..

وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر ..

في هذه الحالة تنتفي الحكمة من الحياة. 

وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام ٌبه .. 

ذلك أن إخفاء الموعد يعني أن الإنسان يتوقع الموت 

في أيّ لحظة.. ولذلك فإنه إذا كان عاقلاً تكون عينه 

على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب 

معصيةً فهو لا يعرف هل سيمدّ الله أجله إلى أن يرتكب 

المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي وقت ارتكاب 

المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة . 

وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح..فلو أنّ 

موعد الموت معلوم..لأجّل الإنسان العمل الصالح 

إلى آخر حياته..ولكنّ الله يريد أن يكون الصلاح ممتدّاً

طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت..ليعجّل 

الناس بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل..

فكان إخفاء الموعد فيه رحمةٌ من الله للبشر..رحمةٌ بأن 

يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل..ورحمة بأن يسارعوا 

في الخيرات حتّى لا يفاجئهم الأجل.

لا شكّ أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم للحظة الخاتمة وما 

من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام 

حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمّل كيف تمنّى الآخرون خاتمتهم: 

لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه

الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته 

فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت 

أربعة آلاف ختمة..كلها لأجل هذا المصرع ..

وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين 

السكرات صاح بقواده وحجابه : 

اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد

يحصي عددهم إلاّ الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما 

رآهم ... بكى ثم قال : 

يا من لا يزول ملكه..ارحم من قد زال ملكه..ثم لم يزل يبكي حتى مات .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-

followers