1.اسمها ونسبها :
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشية الأسدية .
كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة ، وهي أشرف نساء قريش نسباً ، فهي سيدة نساء قريش .
.2إسلامها :
كانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء والرجال وهذا بإجماع المسلمين .
قال ابن إسحق كانت خديجة أول من آمنت بالله ورسوله وصدقت ما جاء من عند الله عز وجل وآزرته على أمره فخفف الله بذلك عن رسوله ، فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من رد عليه ، وتكذيب له ، فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها ، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس حتى ماتت رضي الله عنها .
موقف رائع من مواقفها:
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء جاءه الملك , فقال له : اقرأ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أنا بقارئ " وكررها ثلاثاً في كل مرة يغطه حتى يبلغ منه الجهد , ثم قال له : اقرأ باسم ربك . . الخ , ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة يرجف فؤاده , فدخل عليها , وهو يقول : " زملوني , زملوني " . فزملته حتى ذهب عنه الروع , وأخبرها صلى الله عليه وسلم بالخبر وقال : لقد خشيت على نفسي , فقالت له : كلا والله لا يخزيك الله أبداً , إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتكسب المعدوم , وتقري الضيف , وتعين على نوائب الدهر .
إنه موقف الزوجة الوفية ، الحصيفة الذكية ، التي تعرف فضل زوجها , وتستدل بمكارم أخلاقه وفضله على عظيم عناية الله به , وعلى المستقبل العظيم الذي ينتظره .
جهاد ومؤازرة:
وقفت الزوجة الحنون, والرفيقة العطوف بجانب زوجها المختار صلى الله عليه وسلم تساعده وتشد عضده , وتعينه على احتمال الشدائد والمصائب , تدفع من مالها لنصرته , ومن حنانها وعطفها لمواساته وتسليته , ومن أبرز مواقفها رضي الله عنها : موقفها حينما أعلنت قريش حرباً مدنية على بني هاشم وبني عبد المطلب , وحاصروهم في شِعْب أبي طالب , وسجلت مقاطعتها في صحيفة علقت بداخل الكعبة .
ولم تتردد خديجة رضي الله عنها في الخروج مع زوجها إلى الشعب المحاصر , وتحملت المشاق والمصاعب في سبيل إرضاء الله ثم إرضاء زوجها , ومساندة زوجها وبنيه , وفَضلت ضيق الحياة وخشونتها بجانب زوجها على رغد العيش , وطيب النعمة .
فنعم الزوج كانت , ونعم النصير لدين الله عز وجل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم , فجزاها الله عن المسلمين خير الجزاء .
3.أزواجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم :
تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم مرتين :
زوجها الأول هو : عتيق بن عائذ المخزومي ، فبقيت معه حتى وفاته ، وأنجبت منه : عبدالعزى وهند .
زوجها الثاني هو : أبو هالة هند بن زرارة التميمي ، وأنجبت منه : هند والطاهر وهالة ، وبعد وفاته كان عمرها خمسة وعشرين عاماً ، ولم تتزوج حتى بلغت أربعين سنة رضي الله عنها وأرضاها .
4.زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم :
ثم تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وعمره خمسة وعشرون عاماً ، ومن حبه لها لم يتزوج عليها في حياتها .
.5أولادها :
كل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية المصرية ، التي أهداها المقوقس صاحب إسكندرية ، وقيل أنه أعتقها قبل أن يموت صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير رحمه الله : " لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد ، سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وبه يُكنى ، ثم زينب ، ثم عبد الله ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم رقية ، وقيل غير ذلك في الترتيب .
فمات القاسم ، وهو أول ميت من ولده بمكة ، ثم مات عبد الله ، فقال العاص بن وائل السهمي : قد انقطع نسله فهو أبتر ، وكانت قريش إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا : هذا الأبتر ، فأنزل الله عز وجل : { إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر } أي : مبغضك هو الأبتر من كل خير .
ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ، فمات ابن ثمانية عشر شهراً .
وكل الذكور ماتوا وهم صغار يرضعون ، لحكمة بالغة .
وماتت بناته رقية وزينب وأم كلثوم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وماتت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر تقريباً .
.6وفاؤها :
لم يذكر التأريخ الإنساني على مراحله المختلفة امرأة فاضلة وفت لزوجها ، وأدت واجباتها تجاهه مثل خديجة رضي الله عنها ، فقد أعطت المال والجهد والحنان والحب والمشورة الصادقة الصائبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلال مواقفها معه أثناء تبليغ رسالة ربه حتى توفاها الله تعالى وهو راض عنها ، فرضي الله عنها وأرضاها .
.7فضلها :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " [ رواه أحمد والطبراني وغيرهما ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1135 ] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام ، فإذا أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب " [ متفق عليه ] .
.8 وفاتها رضي الله عنها :
توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهذا هو الأصح .
وكانت يوم توفيت بنت خمس وستين سنة ، ودفنت في الحجون ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفرتها ، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز [ يراجع ذلك في الإصابة والاستيعاب والطبقات وغيرها ] .
9.وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة بعد موتها :
قد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ما لم يثن على غيرها ، فتقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزاً ، قد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب ثم قال : " لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس ، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء " قالت عائشة : فقلتْ في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً " .
وهذا آخر ما في الموضوع ، والله أسأل أن يجزل لنا المثوبة والأجر ، وأن يغفر لنا الزلل والوزر ، إنه على كل شيء قدير .
كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-