السبت، 6 يوليو 2013

هل توجد قواعد عسكرية فى الفضاء؟


فى الثالث والعشرون من مارس عام 1984  ألقى الرئيس  الأمريكى رونالد ريجان خطابه
الشهير الذى يضع مخططا لمشروع دفاعى فضائى هو نظام الدفاع الصاروخى حرب النجوم حين قال ان الدرع الصاروخية سوف تحمى الولايات المتحدة الامريكية من هجمات الاسلحة النووية كما يحمى سقف المنزل العائلة من المطر وقد كان
مقررالمبادرة الدفاع الاستراتيجية تلك كما اسماها ان تجهزبالكامل حاسوبيا وان تمتلىء باجهزة الاستشعار وبالاسلحة التى يمكنها اعتراض القذائف المعادية فى تكليفة قدرت بنحو30 مليار دولار ولقد اثار المشروع الامريكى كثيرا من الجدل قبل ان يتم الغاؤه عام 1993 والحقيقة ان خطط العسكريين الامريكيين الطموحة نحو وجود كيان عسكرى امريكى فى الفضاء لحماية المصالح الامريكية على الارض تعود الى ما قبل تاريخ مبادرة الدرع  الصاروخية بكثير فقد نبعث فكرة القواعد العسكرية الفضائية من سباق الفضاء الامريكى والسوفييتى خلال عقدى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين وقد كان وصولهما متعاقبين الى القمر احد اجزاء برنامج الفضاء لكليهما اما الجزء الاخر فيتضمن المحطات الفضائية المصممةلاقامة باحثيهم فيها وقد كان احدث ما جسد الوجود العسكرى الامريكى فى الفضاء فى ذلك الوقت مهمة قمر التجسس التى اطلقها الرئيس أيزنهاور عام 1958 فقد أعطى الرئيس إشارة البدء فى العمل على قمر (كورونا) Corona الذى يستطيع التقاط صور للأرض من الفضاء وخلال الفترة حتى أوائل السبعينات قطع القمر (كورونا) أكثرمن 100 رحلة فضائية من بينها مهمة التجسس على أولى تجارب التفجيرات النووية الصينية وفى عام 1957 أطلقت الحكومة الأمريكية برنامجا لتطوير مركبة الفضاء (دينا-سور)  Dyna Soar (اختصار لمصطلحى الصعود الديناميكى dynamic ascent والطيران المرتفع soaring flyight) وقد كان الغرض من تلك المركبة التى ستخترق سرعتها حاجز الصوت أن تكون مأهولة بالباحثين لإجراء تجاربهم فى الفضاء وجمع المعلومات الاستخباراتية والقذائف الموجهة على أهداف أرضية وفى النهاية لم يقدر لمشروع تلك المركبة الاستمرار فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكى روبرت ماكنمارا نهايته عام 1963 خاصة مع ولادة فكرة المختبر المدارى المأهول Manned Orbit- ing Laboratory (MOL
الذى سيدور فى الفضاء وسيعمل به رواد فضاء عسكريون إلا أن ارتفاع التكلفة المقدرة (حوالى 1,4 مليار دولار) كان سببا فى إلغاء المشروع هو الآخر قبل البدء به رغم أهميته المقدرة فى منح سلاح الجو الأمريكى وسيلة قتالية لمراقبة الاتحاد السوفييتى والصين والتقاط الصور من الفضاء ودراسة الحياة هناك والعديد من المهام غير المعلنة حتى الآن  فى هذه الأثناء كان السوفييت يعملون بجدية على مشروعهم الخاص بمحطات الفضاء العسكرية وخلال عقدى الستينيات والسبعينيات كانوا قد انتهوا من تطوير المحطات المدنية (ساليوت )Salyut والمحطات العسكرية (ألمظ) Almaz وقد أشاروا للاثنتين باسم (ساليوت) لإخفاء نواياهم العسكرية أمام الغرب وقد كانت أول محطة عسكرية يتم إطلاقها فى الفضاء هى (ساليوت- 3) 1974والتى أقلعت فى عام  وبعد عامين أطلقت ثانى محطة فضاء عسكرية هى (ساليوت- 5) والتى حملت كاميرا عالية الدقة لاستخدامها فى عمليات الاستطلاع العسكرى ومازالت المعلومات المتوفرة حول ما أنجزته عملية (ساليوت- 5) محل تخمين وقد حلقت ثلاث مركبات فضائية إلى (ساليوت- 5)فى السنوات الثلاث التالية لإقلاعها ولكن تلك البعثات كانت تعانى من العديد من المشكلات الفنية لذلك فقد سحبت المحطة من مدارها فى أغسطس 1977
فى الثمانينات وفى الوقت الذى كانت تستعد فيه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا Nasa لتطوير محطة الفضاء الدولية كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تضع نصب عينيها ضرورة وجود محطة مماثلة للعمليات العسكرية فمثل هذه المحطة تستكمل برامج مباردة الدفاع الاستراتيجى(حرب النجوم) فسوف تغذى أسلحة حرب
النجوم وتكون بمنزلة قاعدة لإطلاق البعثات والاستطلاعات ومحطة خدمية لأسلحة الفضاء وحتى اليوم لم تصبح فكرة وجود محطة فضاء عسكرية حقيقة واقعة وتعمل محطة الفضاء الدولية لأغراض مدنية بالكامل على الرغم من أن البنتاجون مازالت متطلعة صوب الفضاء رغبة منها فى الدفاع وليس الهجوم وشن عمليات عسكرية أو هكذا يؤكدون .

المصدر : العربى العلمى 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-

followers