الفصام هو من أكثر الأمراض النفسية الخطيرة شيوعاً، إذ يصيب
نحو 1% من سكان العالم. ولم تتضح للعلماء أسبابه بالضبط، ولكنهم يعتقدون أنها قد
تكون مزيجاً من الاستعداد الجيني لهذا الاضطراب وبعض العوامل البيئية.
وقد أظهرت دراسة أن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون تحورات
جينية تتجمع في بروتينات ذات دور محوري في وظائف المخ، مما يطرح نظرة جديدة للمرض
ويربط بينه وبين اضطرابات دماغية أخرى مثل التوحّد.
وجاء في ورقتين بحثيتين نشرتا في دورية نيتشر وتشكلان معا
أكبر دراسة جينية من نوعها، أن بعض العلماء قاموا بتحليل تحورات جينية جديدة في
الأشخاص المصابين بالفصام ووجدوا أنها تخل بعمل مجموعة من البروتينات تقوم بوظائف
ذات صلة بالمخ.
وتوجد التحورات الجينية الجديدة في الأشخاص المصابين ولكنها
لا توجد في آبائهم مما يعني أنها ليست وراثية.
وفضلاً عن تحديد كيفية تأثير التحورات الجينية على وظيفة
المخ، تشير نتائج الدراسة أيضاً إلى وجود تداخل مع أسباب اضطرابات دماغية أخرى مثل
التوحد والإعاقة الذهنية.
وتظهرالنتائج أن العلماء استطعوا للمرة الأولى فهم واحدة من
عمليات المخ الرئيسية التي تصاب بخلل في هذا الاضطراب.
وقام الباحثون بفحص عينات من الحمض النووي DNA من
623 مريضا بالفصام وآبائهم. وفي دراسة منفصلة قام فريق آخر بتحليل التركيبات
الجينية لأكثر من 2500 مصاب بالفصام ولنفس العدد تقريبا من غير المصابين للمقارنة
بينهم.
ووجد الباحثون أن التحورات الجديدة تلعب دورا في الإصابة
بالفصام ويبدو أنها تتجمع في بروتينات تساهم في تنظيم قوة الاتصال بين الخلايا
العصبية وتلعب أدوارا مهمة في نمو المخ والتعلم والذاكرة والمعرفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-