فى
الثالث والعشرون من مارس عام 1984 ألقى الرئيس الأمريكى رونالد ريجان خطابه
الشهير
الذى يضع مخططا لمشروع دفاعى فضائى هو نظام الدفاع الصاروخى حرب النجوم حين قال ان
الدرع الصاروخية سوف تحمى الولايات المتحدة الامريكية من هجمات الاسلحة النووية
كما يحمى سقف المنزل العائلة من المطر
وقد كان مقررالمبادرة الدفاع الاستراتيجية
تلك كما اسماها ان تجهزبالكامل حاسوبيا وان تمتلىء باجهزة الاستشعار وبالاسلحة
التى يمكنها اعتراض القذائف المعادية فى تكليفة قدرت بنحو30 مليار دولار ولقد اثار المشروع الامريكى كثيرا من الجدل قبل ان يتم
الغاؤه عام
1993 والحقيقة ان خطط
العسكريين الامريكيين الطموحة نحو وجود كيان عسكرى امريكى فى الفضاء لحماية
المصالح الامريكية على الارض تعود الى ما قبل تاريخ مبادرة الدرع الصاروخية بكثير فقد نبعث فكرة القواعد
العسكرية الفضائية من سباق الفضاء الامريكى والسوفييتى خلال عقدى الخمسينيات
والستينيات من القرن العشرين وقد كان وصولهما متعاقبين الى القمر احد اجزاء برنامج
الفضاء لكليهما اما الجزء الاخر فيتضمن المحطات الفضائية المصممةلاقامة باحثيهم
فيها وقد كان احدث ما جسد الوجود العسكرى الامريكى فى الفضاء فى ذلك الوقت مهمة
قمر التجسس التى اطلقها الرئيس أيزنهاور عام 1958 فقد أعطى
الرئيس إشارة البدء فى العمل على قمر (كورونا) Corona الذى يستطيع التقاط صور للأرض من الفضاء وخلال الفترة حتى أوائل
السبعينات قطع القمر (كورونا) أكثرمن 100 رحلة
فضائية من بينها مهمة التجسس على أولى تجارب التفجيرات النووية الصينية وفى عام 1957 أطلقت الحكومة الأمريكية برنامجا لتطوير مركبة الفضاء (دينا-سور) Dyna Soar (اختصار لمصطلحى الصعود الديناميكى dynamic ascent والطيران المرتفع soaring flyight) وقد كان الغرض من تلك المركبة التى ستخترق سرعتها حاجز الصوت أن تكون
مأهولة بالباحثين لإجراء تجاربهم فى الفضاء وجمع المعلومات الاستخباراتية والقذائف
الموجهة على أهداف أرضية وفى النهاية لم يقدر لمشروع تلك المركبة الاستمرار فقد
أعلن وزير الدفاع الأمريكى روبرت ماكنمارا نهايته عام 1963 خاصة مع
ولادة فكرة المختبر المدارى المأهول Manned
Orbit- ing Laboratory (MOL
الذى
سيدور فى الفضاء وسيعمل به رواد فضاء عسكريون إلا أن ارتفاع التكلفة المقدرة (حوالى 1,4 مليار دولار) كان سببا فى إلغاء المشروع هو الآخر قبل البدء به رغم أهميته المقدرة
فى منح سلاح الجو الأمريكى وسيلة قتالية لمراقبة الاتحاد السوفييتى والصين والتقاط
الصور من الفضاء ودراسة الحياة هناك والعديد من المهام غير المعلنة حتى الآن فى هذه الأثناء كان السوفييت يعملون بجدية على
مشروعهم الخاص بمحطات الفضاء العسكرية وخلال عقدى الستينيات والسبعينيات كانوا قد
انتهوا من تطوير المحطات المدنية (ساليوت )Salyut والمحطات
العسكرية (ألمظ) Almaz وقد
أشاروا للاثنتين باسم (ساليوت) لإخفاء نواياهم العسكرية أمام الغرب وقد كانت أول محطة عسكرية يتم
إطلاقها فى الفضاء هى (ساليوت- 3) 1974والتى أقلعت فى عام وبعد
عامين أطلقت ثانى محطة فضاء عسكرية هى (ساليوت- 5) والتى حملت كاميرا عالية الدقة لاستخدامها فى عمليات الاستطلاع
العسكرى ومازالت المعلومات المتوفرة حول ما أنجزته عملية (ساليوت- 5) محل تخمين وقد حلقت ثلاث مركبات فضائية إلى (ساليوت- 5)فى السنوات الثلاث التالية لإقلاعها ولكن تلك البعثات كانت تعانى من
العديد من المشكلات الفنية لذلك فقد سحبت المحطة من مدارها فى أغسطس 1977
فى
الثمانينات وفى الوقت الذى كانت تستعد فيه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا Nasa لتطوير محطة الفضاء الدولية كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تضع نصب
عينيها ضرورة وجود محطة مماثلة للعمليات العسكرية فمثل هذه المحطة تستكمل برامج
مباردة الدفاع الاستراتيجى(حرب
النجوم) فسوف تغذى أسلحة حرب النجوم وتكون بمنزلة قاعدة لإطلاق البعثات
والاستطلاعات ومحطة خدمية لأسلحة الفضاء وحتى اليوم لم تصبح فكرة وجود محطة فضاء
عسكرية حقيقة واقعة وتعمل محطة الفضاء الدولية لأغراض مدنية بالكامل على الرغم من
أن البنتاجون مازالت متطلعة صوب الفضاء رغبة منها فى الدفاع وليس الهجوم وشن
عمليات عسكرية أو هكذا يؤكدون .
المصدر : العربى العلمى 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قم باضافة
مقترحاتك ,تعليقاتك ,ارائك , او ما تحتاجه من مقالات لتزويدك بها
نتلقهاها بصـدر رحب من حضراتكم... حتى المـجـهـولـة منهـا
^_^ بـانـتـظـار تـعـلـيـقـاتــــكمـ :-